على ما أدمن عليه باختياره، ولكنه نتيجة للمبالغة فيه وصل إلى
حالة المتحكم فيه بعد أن كان متحكما في نفسه، كما قال الشاعر:
تولع بالعشق حتى عشق
فلما استقل به لم يطق
رأى لجة ظنها موجة
فلما تمكن منها غرق
والقلب في ذلك كالجسد،
قد يتمكن منه ما بالغ فيه إلى الحد الذي لا يبقى في قلبه محلا لغيره، وحينذاك يغلق
قلبه أو يقفل أو يختم عليه، ويكون ما حاق به من ذلك أمرا غير مستغربا، ويكون هو
الجاني على نفسه في كل ذلك.
ولذلك لم ترد هذه
التعابير في القرآن الكريم إلا مع من اشتد في كفره وبالغ فيه إلى درجت محقت من
قلبه كل استعداد للخير، أما الكفار العادي، فإن أكثر من تبع الأنبياء ونالوا فضل
صحبتهم كانوا كفارا، وانتقلوا إلى الإيمان لأنه لم يختم على قلوبهم بختم الإدمان.
قلت: وعيت هذا..
فحدثني عن الكلمة الرابعة.. حدثني عن المجازاة.
قال: لقد نصت
جميع نصوصنا المقدسة على أن كل جزاء يناله الإنسان خيرا أو شرا، في الدنيا أو
الآخرة هو ثمرة من ثمار كسبه، وحصاد من نبت زرعه، فلا ينال الإنسان إلا ما كسبت يداه،
قال تعالى:
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (آل عمران:25)