قال: ولكنهم
في هذا الباب تجدهم.. أو تجد أكثرهم يصم أذنيه، ويغلق عينيه.. ولا يكاد يتساءل عن
الحقيقة.
قلت: لم أفهم
ما الذي ترمي إليه؟
قال: لو أن
البشر.. جميع البشر.. تعاملوا مع الله كما تعاملوا مع الأطباء.. لصاروا كلهم
مسلمين لله خاشعين لله ظافرين بالله.
قلت: كيف ذلك؟
قال: ألا
تراهم لا يسلمون أجسادهم إلا لمن يثقون فيهم من الأطباء ممن تبين لهم أنهم قد
حصلوا من العلوم ما يصلح لأن يسلموا أجسادهم لهم؟
قلت: أرى ذلك..
بل إنهم أحيانا يحتاطون لذلك أعظم الاحتياط، فيختارون أكثرهم خبرة وتجربة.
قال: فلو أن
هؤلاء تعاملوا مع ربهم على هذا الأساس.. فراحوا يتحرون عن إلههم..
انتفضت غاضبا،
وأنا أقول: التحري لا يكون إلا عن المجرمين.
رد علي بهدوء:
صدقت.. ولذلك لابد من التحري.
قلت: كيف
يتحرى عن الله.. التحري لا يكون إلا على المجرمين؟
قال: لأن هناك
كثير من المجرمين ملأوا هذا الباب خرافات وأباطيل راحت تزاحم الله.. فلذلك لن تسلم
لأحد معرفته بالله حتى يخلص عقله من الأوهام التي يسربها المجرمون.