أنها
خلق، باعتبار أن القدرة الربانية هي المتصرفة في كل هذه التحويلات.
وجاء في القرآن إطلاق الخلق على
تغيير هيئة الطين وجعله على صورة طير، نظراً إلى أن الخلق لا يستدعي دائماً أن
يكون إيجاداً من العدم، وذلك في قول الله لعيسى : وَإِذْ
تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا
فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي (المائدة: من
الآية110)
وبما أن كل التغييرات الكونية
إنما تجري بإرادة الله وقدرته، فهي ظواهر لأعمال الخلق التي يقوم بها الله تعالى.
فعلى التسليم الكامل بنظرية
(لافوازيه) ضمن حدودها، لا نجد تعارضاً بينها وبين المفاهيم الدينية التي دلت
عليها النصوص الصحيحة الصريحة.
ابتسم، وقال: أنا أعلم أن مثل
هذه الحقائق لا تسر الملحدين، لأنهم حريصون جداً على أن يظفروا بتناقض ما بين
العلم والدين، حتى يتخذوا ذلك ذريعة لنقض الدين من أساسه.. ولن يظفروا مهما أجهدوا
نفوسهم، لأن القرآن حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من عزيز
حميد، عليم بكل شيء، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة من السماوات ولا في الأرض، ولا
أصغر من ذلك ولا أكبر.
قال العظم:
دعنا من هذا.. وأجبني.. ألم تتساءل يوما عن السر الذي جعل جميع العلماء المحترمين
علماء ماديين ملحدين.. بل لا يصير العالم عالما حتى يصير ملحدا.. خذ مثالا
على ذلك بالفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) الذي كتب كتابه العظيم، والذي عنونه بـ
(إرادة الاعتقاد)؟
إن هذا الرجل العظيم يرى أن
البينات العلمية والأدلة العقلية غير كافية بحد ذاتها للبرهان على وجود الله أو
عدم وجوده، لذلك يحق للإنسان أن يتخذ موقفاً من هذه المعضلة يتناسب مع