آلمنا
أنّ الكلّ، شيعة وسنّة ووهابيّة، في الوقت الذي يقولون فيه بالبداء، ويعتقدون به،
ويعظمون الله تعالى من خلاله..، نرى الجلّ لا يعرف معناه، ناهيك عن حدّه المنطقي
أو رسمه العلمي؛ وممّا يؤلم أنّ بعض العلماء قد تعثّرت أقلامهم في توضيحه، لينتج
عن ذلك ارتباكاً غير محمود عند هذا الجلّ..
وأكثر
من كلّ ذلك أنّ بعض فئات أهل السنّة عدّوا عقيدة البداء من أكبر معايب الشيعة، مع
أنّهم ذات الوقت يتدينون به، بل أنّ بعض علمائهم فيما سنرى أفتى -
وإن لم يذكر لفظ البداء - بكفر من لا يقول بمعناه.
إذن، فما هو البداء بلغة يفهمها حتى بسطاء
الناس؟!
فالكلّ يعلم أنّ البداء لغة هو: الظهور، وقد بدا لله تعالى أي ظهر
له، لكن ما معنى ظهر لله تعالى وبدا له سبحانه؟!!.
ضابطة البداء
البداء ببساطة شديدة جدّاً هو أنّ الله تعالى قضى بعلمه الأزلي المكنون أن
لا يُظهِر لعباده، ثواباً أو عقاباً، رحمةً أو غضباً، إلاّ إذا ظهر له
من العباد عملاً صالحاً أو سيئاً..؛ هذا هو أصل معنى البداء..، وهو مجمع
عليه..