إذن فحقيقة البداء تدور على أنّ الله تعالى قضـى، في سابق علمه الأزلي الذي لا يعلمه إلاّ هو، أنْ لا يظهر لعباده في عالم الابتلاء، أيّ شيء من الثواب والعقاب والجزاء، إلاّ إذا أظهر العباد أعمالهم الصالحة أو الطالحة؛ فهذا متوقف على ذاك توقف المعلول على العلّة، والنتيجة على السبب..
أجمع مفسرو السنة والشيعة أنّ معنى قول الله تعالى: )حَتَّى نَعْلَمَ ( أي حتّى يظهر لنا جهاد المجاهدين خارجاً؛ فإذا ظهر لنا جهادهم، أظهرنا رحمتنا بإثابة الصابرين بالنصر والسكينة وحسن العاقبة، لكن إذا ظهر لنا جبن المسلمين وتخاذلهم، فإنّنا سنظهر غير ذلك..