قال ابن تيمية: وقد يراد بالنقص النقص من العمر المكتوب كما يراد بالزيادة الزيادة في العمر المكتوب. وفي الصحيحين عن النبي أنّه قال: «من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره ([86])، فليصل رحمه» وقد قال بعض الناس: إنّ المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلاّ في الكثير قالوا: لأنّ الرزق والأجل مقدران مكتوبان([87]).
فيقال لهؤلاء تلك البركة، وهي الزيادة في العمل والنفع، هي أيضاً مقدرة مكتوبة، وتتناول لجميع الأشياء([88]).
والجواب المحقق: أنّ الله يكتب للعبد أجلاً في صحف الملائكة، فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب. وإنْ عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب([89]). ونظير هذا ما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنّ آدم لما طلب من الله أن يريه صورة الأنبياء من ذريته فأراه
[86] في بعض المصادر: «أجله » و أخرى: « عمره» والكلّ بمعنى، وسنعرض لذلك لاحقاً.
[87] هذه هي شبهة منكري البداء، وهي تنافي تقدير الله قبل خلق الدنيا، مع المحو بعد خلق الدنيا.
[88] هذا جواب الشبهة، وهو عين ما ذكره محققو السنة والشيعة، من أنّ الله تعالى قد قدّر المحو قبل خلق الدنيا، كما قدّر الإثبات، وفي هذا نصوص صحيحة عن النبي 9 ستأتي، فانتظر.
[89] هو الذي اصطلح عليه علماء الفريقين: الأجل المعلّق؛ أي المشروط بسعي العبد وعمله. وهذا أيضاً مقدّر قبل خلق الدنيا.