وبعبارة ثالثة: كتب الله تعالى يوم العهد والميثاق في الذر، أو يوم التقدير، أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار، هؤلاء عن يمين العرش، وأولئك عن شماله، طويت الصحف وجف القلم، لكن كان من تقديره وقضائه المعلّقين أنْ يزيد سبحانه وتعالى، سعادة أهل السعادة تفضلاً وإن أثبتها في اللوح عدلاً، وكذا الأمر فيمن طابت طينته من أهل الشقاوة، بالبلاء والشفاعة ومودة القربى من آل بيت رسول الرحمة، سيما المولى عليّ 7 ([45]).
شبهات عويصة لا يدفعها إلاّ البداء !!
انتشـر في أفهام العوام أنّ المقصود بالبداء، هو ما لا يعدو قول الله سبحانه وتعالى: )يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (([46])، ولا
[45] هذا من ضروريات الدين ومسلمات القرآن المبين، ولقد ورد في السنة ما أخرجه الحاكم (في المستدرك، ت:مصطفى عبد القادر عطا 3: 162، رقم: 4712. العلمية، بيروت) بإسناده عن ابن عباس: «...لو أنّ رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلّى، وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار» قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وكذا الصحيح من قول الحبيب9: «من مات على حب آل محمد مات سعيداً» و: «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك...» وغير ذلك مما هو متواتر، معلوم ضرورة.