الكتاب، جف القلم وطويت الصحف، فما الداعي لخلق الدنيا ونظام الابتلاء، بعد الطوي والجفاف؟!.
الجواب التام كامن في مثل قوله تعالى: ) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً(([6]). فلقد قضى الله تعالى أن يمحو أسماء كثيرٍ من أهل النّار من قائمة الأشقياء، ويكتبهم في قائمة السعداء، إذ اللوح المحفوظ فيه مجموع القضاءين المحتوم والمعلّق، وسيأتي التفصيل.
الزبدة
فثمّة حكمة عظيمة مطويّة في البداء؛ تلك الحكمة التي لولاها لكان خلق الدنيا لا معنى له، ولا فائدة منه، لغواً في لغو، وعبثاً في سفه، تعالى الله عن هذا علواً كبيراً..
ولقد كتبنا هذه الرسالة العاجلة في فصول ثلاثة لنبيّن..
أولاً: معنى البداء لغة واصطلاحاً، وأنّه عقيدة واجبة.