ويكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل الله له الأجل، بعث الله ملكاً فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق.
فقال الحسن بن الجهم فقلت له: أفيجوز أن يدعو الله فيحول الأنثى ذكراً والذكر أنثى؟!. فقال إنّ الله يفعل ما يشاء([175]).
أقول: إسناده صحيح دون كلام، ومعناه في الجملة متواتر. وكلام أهل البيت : في دفع إشكال أهل الجهل في الجبر، قول جليّ فصل، ليس بالهزل..؛ فكتابة الملائكة لما يجري على العبد في هذا العالم، لا ينافي جفاف القلم -عن علم الباري تعالى- يوم الذر، أو قبله؛ أي لما قدّر سبحانه المقادير في اللوح المحفوظ؛ إذ الجبر مدفوع تماماً باشتراط البداء..
لكن بقي إشكال الجبر؛ فالحديث ظاهره سلب الاختيار عن العباد بعد ولاداتهم، ويدفعه أنّ كلاً من الشقاء والسعادة مشروطان بالبداء..، يدل عليه في الأخبار الصحيحة..