أخرج الصدوق 2 قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله جميعاً، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «إنّ الله تبارك وتعالى ينقل العبد من الشقاء إلى السعادة، ولا ينقله من السعادة إلى الشقاء»([170]).
أقول: إسناده صحيح بإجماع أصحابنا، وقد مضى في الفصل الآنف بمعناه عن أهل السنة، وهو نصّ أنّ الله تعالى –كما علم ضرورة ويقيناً- لا يخلف وعده في السعداء ؛ لكونه نقصاً محالاً، ناهيك عن استلزامه كذب القرآن في: ) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ( حاشا كتاب ربنا سبحانه..
لكنّه –بفضله ورحمته ومنّه- قد يخلف وعيده في الأشقياء، بل ثمّة نصوص صحيحة ظاهرة -لعلّها متواترة- أنّ الله تعالى قد يخلف وعيده في جلّ الأشقياء؛ سيما أهل الكبائر؛ بالشفاعة وغيرها، ولن يهلك منهم آخر الأمر، إلاّ من محض الكفر، أو النفاق، أو النصب، محضاً..