قال الهروي: والحاصل، إنّ القضاء المعلق يتغيّر، وأمّا القضاء المبرم فلا يبدل ولا يغير([133]).

قلت: أصله في القرآن، في قوله تعالى: )وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(([134]).

ولا بد من الإشارة إلى أنّ نفس القضاء المبرم على قسمين؛ فتارة يلحقه الإمضاء، وتارة لا، وسيأتي ذلك عن أهل البيت 7 في الفصل اللاحق..

وفي قوله سبحانه وتعالى: )هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قضـى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (([135]). وقال نوح لقوله: )يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى(([136]).

قال الإمام سيف الدين الآمدي (631هـ) في الآية: وهو دليل ثبوت أجلين([137]).

[133] شرح مرقاة المفاتيح 4: 1528. رقم: 2233. دار الفكر، بيروت.

[134] سورة فاطر: 11.

[135] سورة الأنعام: 2.

[136] سورة نوح: 4.

[137] أبكار الأفكار 2: 215. دار الكتب والآثار القومية، القاهرة.