نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 30 صفحه : 272
وإن نقلت أحاديث متخالفة فللتمييز علامات يعرفها الماهر ، وقد تقدم ما يدل على القاعدة التي يجب العمل بها عند اختلاف الحديث وعرفت المرجحات المنصوصة في القضاء [1] . فإن قلت : تواتر الكتب الأربعة السابقة ، وأكثر الكتب المذكورة ، مسلم لا يخالف فيه الأصوليون ، ولكنها متواترة عن مؤلفيها إجمالا فبقي التواتر منتهيا إلى خبر الواحد غالبا ، وبقي تواتر التفاصيل وبقية الكتب . قلت : قد عرفت أن أكثرها متواتر لا نزاع فيه ، وأقلها - على تقدير عدم ثبوت تواتره - فهو خبر محفوف بالقرينة القطعية . ومعلوم - قطعا بالتتبع والتواتر - : أن تواتر تلك الكتب السابقة وشهرتها أعظم وأوضح من تواتر كتب المتأخرين . وعلي تقدير تخلف ذلك في بعض الأفراد فلا شك في كونه من قسم الخبر المحفوف بالقرائن لا المجرد منها . وأما تفاصيل الألفاظ : فلا فرق بينها - في الاعتبار - وبين تفاصيل ألفاظ القرآن ، وذلك يعلم باتفاق النسخ كما في القرآن ، فيحصل العلم بذلك . وقد ثبت مقابلة القرآن والحديث في زمن الرسول والأئمة عليهم السلام بالتواتر . والوجدان شاهد صدق بحصول العلم بذلك . بل ربما يقال : إن اختلاف النسخ المعتمدة نظير اختلاف القراءات في القرآن فما يقال هنا يقال هنا .
[1] تقدم في كتاب القضاء أبواب صفات القاضي الباب ( 9 ) وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة .
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 30 صفحه : 272