وروى مالك عن ثور بن زيد الديلمي : " إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل ، فقال له علي بن أبي طالب : نرى أن نجلده ثمانين ، فإنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، فجلد عمر في الخمر ثمانين " [1] . وروى عن محمّد بن زياد قال : " كان عمر يطوف بالبيت وعلي يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ لي حقي من علي بن أبي طالب ، قال : وما له ؟ قال : لطم عيني . قال : فوقف عمر حتى مر به علي كرم الله وجهه ، فقال : ألطمت عين هذا يا أبا الحسن ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قال : ولم ؟ قال : لأني رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف ، قال عمر : أحسنت يا أبا الحسن " . روى محمّد صدر العالم باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد ، وتغير وتربد وجمع لها أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فعرضها عليهم فقال : أشيروا علي ، فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين ، أنت المفزع ، وأنت المنزع ، فغضب عمر ، وقال : اتقوا الله ، وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء ؟ فقال : أما والله إني لأعرف ابن بجدتها وأين مفزعها ، فقالوا : كأنك تعني ابن أبي طالب ؟ فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبر منه ، انهضوا بنا اليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين أتصير اليه ، هو يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة من هاشم ولحمة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم فاعطفوا نحوه ، فلقوه في حائط له وهو يقرأ ( أَيَحْسَبُ الأنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ) [2] ويرددها ويبكي ،
[1] الموّطأ ، ص 607 رقم 1531 . [2] سورة القيامة : 36 .