ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَد وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) [1] فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم إن نوحاً عليه السّلام حين سأل ربه فقال ( إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) وذلك إن الله عزّوجل وعده إن ينجيه وأهله ، فقال له ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) [2] . ( سورة يس ) ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْء أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين ) [3] . روى السيد البحراني باسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال : " لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَكُلَّ شَيْء أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين ) قام أبو بكر وعمر من مجلسيهما ، فقالا : يا رسول الله هو التوراة ؟ قال : لا ، قالا : هو الإنجيل ؟ قال : لا ، قالا : فهو القرآن ؟ قال : لا ، قال : فأقبل أمير المؤمنين فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : هو هذا إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ " [4] . وروى عن ابن عباس قال : " لما نزلت هذه الآية ( وَكُلَّ شَيْء أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين ) قام رجلان فقالا يا رسول الله أهو التوراة ؟ قال : لا . قالا : هو
[1] سورة الحديد : 26 . [2] البرهان ج 3 ص 363 رقم / 10 . سورة هود : 46 . [3] سورة يس : 12 . [4] البرهان ج 4 ص 6 رقم / 6 ، ورواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة في الباب الرابع عشر ص 76 .