قال : " رجالٌ صدقوا : حمزة وعلي وجعفر ، فمنهم من قضى نحبه : أي عهده وهو حمزة وجعفر ، ومنهم من ينتظر قال : علي بن أبي طالب " [1] . قال ابن حجر : " وسئل علي وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) فقال : اللّهم غفراً هذه الآية نزلت في وفي عمّي حمزة ، وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب ، فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أحد ، وأما أنا فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذه ، وأشار بيده إلى لحيته ورأسه ، عهد عهده إليّ حبيبي أبو القاسم صلّى الله عليه وآله وسلّم [2] . قال الحافظ الكنجي : " قيل : نزل قوله ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ) في حمزة وأصحابه ، كانوا عاهدوا إن لا يولّوا الادبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، ( وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) علي بن أبي طالب مضى على الجهاد ، ولم يبدّل ولم يغير " [3] . روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي إسحاق عن علي قال : فينا نزلت : ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) الآية : " فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا " ( 4 ) . وروى باسناده عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) يعني علياً وحمزة وجعفر ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ) يعني حمزة وجعفر ( وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) يعني علياً عليه السّلام كان ينتظر أجله والوفاء لله بالعهد والشهادة في سبيل الله ، فوالله لقد رزق الشهادة ( 5 ) . ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ
[1] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 326 . [2] الصواعق المحرقة ص 80 . [3] كفاية الطالب ص 249 . ( 4 و 5 ) شواهد التنزيل ج 2 ص 1 رقم / 627 / 628 .