وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ ) قال : " نزلت في حمزة وجعفر وعلي ، وذلك إن الله وعدهم في الدنيا الجنة على لسان نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم فهؤلاء يلقون ما وعدهم الله في الآخرة . ثم قال : ( كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وهو أبو جهل ابن هشام ( ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ المحْضَرِينَ ) يقول : من المعذَّبين [1] . ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ) [2] . روى البحراني عن أنس بن مالك قال : " سألت رسول الله عن هذه الآية فقال إن الله خلق آدم من الطين كيف يشاء ويختار وإنّ الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب الوصي ، ثم قال ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) يعني ما جعلت للعباد إن يختاروا ولكني اختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه ، ثم قال سبحان الله يعني تنزيهاً لله عما يشركون به كفار مكة ، ثم قال : وربك يعني يا محمّد يعلم ما تكنّ صدورهم من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك وما يعلنون من الحب لك ولأهل بيتك " [3] . قال علي بن إبراهيم : يختار الله الإمام وليس لهم أن يختاروا ، ثم قال ( وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ) قال ما عزموا عليه من الاختيار ، واخبر الله نبيه عليه السّلام قال ذلك [4] .
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 436 رقم / 601 . [2] سورة القصص : 68 - 69 . [3] غاية المرام الباب الثالث والثلاثون ص 331 . [4] تفسير القمي ج 2 ص 143 .