بعدي - قال المفضّل فقلت له : ما معنى ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال معناه : إنّكم الأئمة بعدي ، إن الله تعالى يقول : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) فهذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة [1] . قال علي عليه السّلام : لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها . وتلا عقيب ذلك ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) [2] . ( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ) [3] . روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أنس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " بعث النبي مصدقاً إلى قوم فعدوا على المصدّق فقتلوه ، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعث علياً فقتل المقاتلة وسبى الذرية ، فبلغ ذلك النبي فسرّه فلما بلغ علي أدنى المدينة تلقاه رسول الله فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال : بأبي أنت وأمي من شد الله عضدي به كما شد عضد موسى بهارون " [4] . ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ المحْضَرِينَ ) [5] . روى الزرندي عن مجاهد في قوله تعالى : ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ ) قال : " نزلت في علي وحمزة " ( كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أبو جهل [6] .
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 434 . [2] نهج البلاغة الباب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السّلام رقم 209 . [3] سورة القصص : 35 . [4] شواهد التنزيل ج 1 ص 435 رقم / 598 . [5] سورة القصص : 61 . [6] نظم درر السمطين ص 91 ، ورواه السيد البحراني في البرهان ج 3 ص 234 رقم / 1 .