responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 2  صفحه : 265


في تفسير قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) [1] وإنّ الحرث بن النعمان الفهري أنكر فضل هذه الآية ، فأرسل الله تعالى حجراً سقط على هامته فخرج من دبره ، فهذا معجزة كمعجزة النبوّة على السّواء ، ولم يفعل الله تعالى ذلك إلاّ لموضع التنبيه على وجوب ولاية علّي إنّ ولاءه من أمر الله تعالى لا من قبل الرسول صلّى الله عليه وآله ، بل من قبل الله تعالى أوّلا ومن قبل الرسول ثانياً .
ويزيده ايضاحاً وبياناً قوله سبحانه وتعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَوَا عَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) [2] يريد تعالى ( اهْتَدَى ) إلى ولاية علي صلوات الله عليه وآله ، فثبت بذلك إنّ ولاية علي صلوات الله عليه وآله أفضل من النبوة والايمان والعمل الصالح ، بدليل إنّ من أتى بذلك كلّه ولم يهتد إلى ولاية علي صلوات الله عليه وآله لا يحصل له الغفران ، فثبت بذلك إنها أفضل الأعمال الصالحة [3] .
قال شرف الدين : " إن الله سبحانه أمر رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتبليغ ، وتوعّده إن لم يفعل ووعده العصمة والنصرة ، فقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) : أي أوصل إلى أمتك ( مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) في ولاية علي وطاعته ، والنص عليه بالخلافة العامة الجلية من غير خوف ولا تقيّة ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ ) ذلك ( فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) لانّ هذه الرسالة من أعظم الرسائل التي بها كمال الدين وتمت نعمة رب العالمين وانتظمت أمور المسلمين ، فإذا لم تبلغها لم تتم الفرض بالتبليغ لغيرها ، فكأنّك ما بلغت شيئاً من رسالاته جميعاً ، لانّ هذه الفريضة آخر فريضة نزلت ، وهذا تهديد عظيم ، لا تحتمله الأنبياء ، وقد جاء في هذه الآية الكريمة خمسة أشياء :



[1] سورة المعارج : 1 .
[2] سورة طه : 82 .
[3] خصائص الوحي المبين ص 33 .

265

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 2  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست