نصره ، وأخذل من خذله وأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) [1] . وروى الثعلبي باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي معنى ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) في فضل علي بن أبي طالب ، فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ( 2 ) . وروى باسناده عن البراء قال : " لما أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى إنّ الصلاة جامعة ، وكسح للنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة " ( 3 ) . وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي الجارود وأبي حمزة ، قال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) : نزلت في شأن الولاية ( 4 ) . قال ابن البطريق : " اعلم إنّ الله سبحانه وتعالى قد أبان في هذه الآية عن فضل مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه أبانة تؤذن بانّ ولايته أفضل من كل فرض افترضه الله تعالى ، وتؤذن انّه أفضل من رتب المتقدمين والمتأخرين من الأنبياء والصديقين بعد النبي صلّى الله عليهم أجمعين . فأمّا ما يدّل على إنّ ولايته صلوات الله عليه وآله أعظم من سائر الفروض
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 192 رقم / 250 . ( 2 و 3 ) تفسير الثعلبي ص 157 مخطوط . ( 4 ) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 313 مخطوط .