وَرَسُولُهُ ) ثم انه صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل ، فقال : هل أعطاك أحد شيئاً فقال : نعم خاتم من فضة ، فقال من اعطاكه ؟ فقال ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع ، فكبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم تلا هذه الآية . . . واستدل الشيعة بها على إمامته كرم الله تعالى وجهه ، ووجه الاستدلال بها عندهم إنها بالاجماع نزلت فيه كرم الله تعالى وجهه وكلمة ( إِنَّمَا ) تفيد الحصر ، ولفظ الولي بمعنى المتولي للأمور ، والمستحق للتصرّف فيها ، وظاهر إنّ المراد هنا التصرف العام المساوي للإمامة بقرينة ضمّ ولايته كرم الله تعالى وجهه بولاية الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فثبتت إمامته وانتفت إمامة غيره ، وإلاّ لبطل الحصر ، ولا اشكال في التعبير عن الواحد بالجمع ، فقد جاء في غير ما موضع ، وذكر علماء العربية انّه يكون لفائدتين : تعظيم الفاعل ، وأن من أتى بذلك الفعل عظيم الشأن بمنزلة جماعة كقوله تعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) ليرغب الناس في الاتيان بمثل فعله ، وتعظيم الفعل أيضاً حتى إن فعله سجيّة لكل مؤمن ، وهذه نكتة سرية تعتبر في كل مكان بما يليق به " [1] . قال شرف الدين : " فالولي هنا هو الأولى بالتصرف لقوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) [2] والولي أيضاً هو الذي تجب طاعته ، ومن تجب طاعته تجب معرفته لانّه لا يطاع إلاّ من يعرف ، ولأن الولي وليّ نعمة ، والمنعم يجب شكره ، ولا يتم شكره إلاّ بعد معرفته ، فلمّا بين سبحانه الأولياء بدأ بنفسه ، ثم ثنى
[1] روح المعاني ج 6 ص 149 . [2] سورة الأحزاب : 6 .