من يقرض الملي الوفي ، وعلي راكع يقول بيده خلفه للسائل ، أي اخلع الخاتم من يدي ، قال رسول الله : يا عمر وجبت ، قال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما وجبت ؟ قال : وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتّى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئة ، قال : فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزّوجل : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [1] . وروى المتّقي باسناده عن ابن عباس ، قال : " تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للسائل من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال ذاك الراكع فانزل الله فيه ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية . وكان في خاتمه مكتوب : سبحان من فخري بأني له عبد . ثم كتب في خاتمه بعد : الله الملك " [2] . وروى الفخر الرازي عن ابن عباس " أنها نزلت في علي بن أبي طالب " [3] . قال الآلوسي : " وغالب الأخباريين على إنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه ، فقد أخرج الحاكم وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما باسناد متّصل قال : اقبل ابن سلام ونفر من قومه آمنوا بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وإنّ قومنا لما رأونا آمنا بالله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصدقناه رفضونا وآلوا على نفوسهم إن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا . فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ
[1] كفاية الطالب الباب الحادي والستون ص 229 . [2] منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج / 5 ص 38 . [3] التفسير الكبير ج / 12 ص 26 .