برسوله ، ثم ثلّث بالذين آمنوا ، فلمّا علم سبحانه إن الأمر يشتبه على الناس وصف الذين آمنوا بصفات خاصة لم يشركهم بها أحدٌ ، فقال ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) واتفقت روايات العامة والخاصة ، إن المعني بالذين آمنوا أمير المؤمنين لانّه لم يتصدق أحد وهو راكع غيره وجاء في ذلك روايات " [1] . أقول : روى جمع من الحفّاظ والمفسرين وأرباب السير والمؤرخين إنّ آية الولاية نزلت في علي عليه السّلام . وروى السيد البحراني في غاية المرام من طريق العامة أربعة وعشرين حديثاً ومن طريق الخاصة تسعة عشر حديثاً في تفسير هذه الآية وإنّها نزلت فيه . ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [2] . قال الفخر الرازي : " روى لنا عبد الله بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول الله أنا رأيت علياً تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاّه " [3] . روى ابن كثير باسناده عن ابن عباس قال : " خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم ، قال : من ؟ قال : ذلك الرجل القائم . قال على أي حال اعطاكه قال وهو راكع ، قال وذلك علي بن أبي طالب ، قال : فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله
[1] تأويل الآيات الظاهرة ص 84 مخطوط . [2] سورة المائدة : 56 . [3] التفسير الكبير ج 12 ص 26 .