وقالا : يا محمّد هل سمعت بمثل صاحبنا قط ؟ قال : نعم ، قالا : من هو ؟ قال : آدم ، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) الآية ، قالا : فإنه ليس كما تقول . فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) الآية فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين وقال : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا . فهمّا أن يفعلا ، ثم إن السيد قال للعاقب : ما تصنع بملاعنته ؟ لئن كان كاذباً ما تصنع بملاعنته ، ولئن كان صادقاً لنهلكن ، فصالحوه على الجزية ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يومئذ : والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد " [1] . قال السيد شهاب الدين أحمد : " قال الواحدي : نزل في نصارى نجران ، حيث كانوا يحاجون النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم في أمر عيسى عليه الصلاة والسّلام ، فقالوا : هل رأيت ولداً من غير أب ، خرج النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم آخذاً بيد الحسن والحسين وفاطمة وعلي عليهم السّلام خلفه ودعاهم إلى المباهلة وأحجموا ، فقال صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم : والذي نفسي بيده إن الهلاك تدلّى على أهل نجران ولو تلاعنوا لمسخوا قردةً وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم ناراً . وروي إن أسقفهم قال : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله إن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا ، وصالحوا النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم على ألفي حلّة وثلاثين درعاً عادية كل سنة " [2] . وروى السيوطي باسناده عن جابر ، قال : " قدم على النبي صلّى الله عليه
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 120 رقم / 168 . [2] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 307 .