حيث يسمع كلامه ولا يراه ، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل ، فقال علي رضي الله عنه ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [1] . روى البحراني في غاية المرام في تفسير هذه الآية من طريق العامة حديثين ومن الخاصة ثلاثة عشر حديثاً بهذا المضمون . ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [2] . روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس : " نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي نفسه ، ونساءنا ونساءكم : فاطمة ، وأبناءنا وأبناءكم : حسن وحسين ، والدعاء على الكاذبين : العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم " ( 3 ) . وروى باسناده عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية : تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ، قال فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعلي وفاطمة والحسن والحسين ( 4 ) . وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن عمرو بن سعد بن معاذ قال : " قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا : يا محمّد إنك تذكر صاحبنا ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هو عبد الله ونبيه ورسوله ، قالا : فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت ، فأعرض النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عنهما يؤمئذ ونزل عليه جبرئيل بقوله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَاب ) ( 5 ) فعادا
[1] نفس المصدر السابق . [2] سورة آل عمران : 61 . ( 3 و 4 ) ما نزل من القرآن في أهل البيت ص 49 ص 50 . ( 5 ) سورة آل عمران : 59 .