20 - خطبة الإمام زين العابدين « عليه السلام » أمام يزيد في الفتوح لابن الأعثم : 5 / 132 : ( قال : ثم دعا يزيد بالخاطب ، وأمر بالمنبر فأحضر ثم أمر الخاطب فقال : إصعد المنبر فخبِّر الناس بمساوئ الحسين وعلي وما فعلا ! قال : فصعد الخاطب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد ، فذكرهما بكل جميل . قال : فصاح علي بن الحسين : ويلك أيها الخاطب ، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فانظر مقعدك من النار ! ثم قال علي بن الحسين : يا يزيد أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه رضا الله ورضا هؤلاء الجلساء ، وأجر وثواب ؟ قال : فأبى يزيد ذلك ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين إئذن له ليصعد المنبر لعلنا نسمع منه شيئاً ! فقال : إنه إن صعد المنبر لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ! قيل له : يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا ؟ قال : إنه من نسل قوم قد زُقُّوا العلم زقاً . قال : فلم يزالوا به حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون ، وأوجل منها القلوب ، ثم قال : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، أيها الناس ، أنا ابن مكة ومنى وزمزم والصفا ، أنا ابن خير من حج وطاف وسعى ولبى ، أنا ابن خير من حمل البراق ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أنا ابن من بلغ به جبريل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السما