فابعث معهن رجل تقياً يصحبهن بصحبة الإسلام . قال فنظر إليها ساعة ، ثم نظر إلى القوم فقال : عجباً للرحم ! والله إني لأظنها ودَّت لو أني قتلته أني قتلتها معه ! دعوا الغلام ( فإني أراه لما به ) انطلق مع نسائك ) . قال الطبري : 4 / 350 : ( لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس ، نودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس في المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته ! فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ثم أحد بني والبة ، وكان من شيعة علي كرم الله وجهه ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي فلما كان يوم صفين ضرب على رأسه صربة وأخرى على حاجبه فذهبت عينه الأخرى ، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف قال : فلما سمع مقالة ابن زياد قال : يا ابن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ، والذي ولاك وأبوه ! يا ابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين ؟ ! فقال ابن زياد : عليَّ به . قال فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه ، قال فنادى بشعار الأزد يا مبرور ! قال وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس فقال : ويح غيرك ، أهلكت نفسك وأهلكت قومك ! قال وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل ، قال فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه ، فأتوا به أهله فأرسل إليه من أتاه به فقتله ! وأمر بصلبه في السبخة فصلب هنالك ) ! وقال الطبري : 4 / 351 : ( ثم إن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين بالكوفة فجعل يُدار به في الكوفة ! ثم دعا زحر بن قيس فسرح معه برأس الحسين ورؤس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي