< شعر > كهولكمُ خيرُ الكهول ونسلكمْ * إذا عُدَّ نسلٌ لا يبور ولا يَخزى < / شعر > فقال علي بن الحسين « عليه السلام » : يا عمة أسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار ، وأنت بحمد الله عالمةٌ غير معلَّمة ، فَهِمَةٌ غير مفهمة . ثم نزل « عليه السلام » وضرب فسطاطه وأنزل نسائه ، ودخل الفسطاط . قال حذيم بن شريك الأسدي : خرج زين العابدين « عليه السلام » إلى الناس وأومأ إليهم أن اسكتوا فسكتوا وهو قائم ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ! ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ، المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه ، وانتهب ماله وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبراً فكفى بذلك فخراً . أيها الناس : ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ؟ ثم قاتلتموه وخذلتموه ! فتباً لكم ما قدمتم لأنفسكم ، وسوء رأيكم ! بأيِّ عين تنظرون إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي ! قال : فارتفعت أصوات الناس بالبكاء ، ويدعو بعضهم بعضاً : هلكتم وما تعلمون ! فقال علي بن الحسين « عليه السلام » : رحم الله امرءً قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله « صلى الله عليه وآله » وفي أهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة . فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يا بن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك رحمك الله ، فإنا حربٌ لحربك سلم لسلمك ، لنأخذن ترتك وترتنا ممن ظلمك وظلمنا . فقال علي بن الحسين « عليه السلام » : هيهات هيهات ! أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل !