وأنَّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ حربكم ، ومعاذ حزبكم ، ومقر سلمكم ، وأسى كلْمكم ، ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ، ومدرة حججكم ، ومنار محجتكم . ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ، وساء ما تزرون ليوم بعثكم ! فتعساً تعساً ، ونكساً نكساً ! لقد خاب السعي وتبَّت الأيدي ، وخسرت الصفة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ! أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد « صلى الله عليه وآله » فريتم ! وأي عهد نكثتم ! وأي كريمة له أبرزتم ! وأي حرمة له هتكتم ! وأي دم له سفكتم ! لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّا ! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء عنقاء سوداء فقماء خرقاء ، كطلاع الأرض أو ملء السماء ! أفعجبتم أن تمطر السماء دماً ، وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ ، فلا يستخفنكم المَهَل ، فإنه عز وجل لا يحفزه البدار ، ولا يخشى عليه فوت الثار ، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد ، ثم أنشأت تقول : < شعر > ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا صنعتم وأنتم آخر الأممِ بأهل بيتي وأولادي وتَكْرِمَتي * منهم أسارى ومنهم ضُرِّجُوا بدمِ ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم * أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي إني لأخشى عليكم أن يَحِلَّ بكم * مثلُ العذاب الذي أوْدى على إرَم < / شعر > ثم ولت عنهم . قال حذيم : فرأيت الناس حيارى قد ردوا أيديهم في أفواههم ! فالتفتُّ إلي شيخ في جانبي يبكي وقد اخضلَّت لحيته بالبكاء ، ويده مرفوعة إلى السماء ، وهو يقول : بأبي وأمي كهولهم خير كهول ، ونساؤهم خير نساء وشبابهم خير شباب ، ونسلهم نسل كريم وفضلهم فضل عظيم ، ثم أنشد :