responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 70


10 - خطبة الإمام زين العابدين « عليه السلام » والسيدة زينب في الكوفة !
( عن حذيم بن شريك الأسدي قال : لما أتى علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء وكان مريضاً ، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب ، والرجال معهن يبكون ! واجتمع الناس للنظر إلى سبي آل الرسول ! فأشرفت امرأة من الكوفة وقالت : من أي الأسارى أنتنَّ ؟ فقلن : نحن أسارى محمد « صلى الله عليه وآله » فنزلت وجمعت ملاءً وأزراً ومقانع وأعطتهن فتغطين ، وعلي بن الحسين معهن والحسن بن الحسن المثنى ، وكان قد نقل من المعركة وبه رمق ، ومعهم زيد وعمر ولدا الحسن « عليه السلام » ، فجعل أهل الكوفة يبكون ، فقال زين العابدين « عليه السلام » بصوت ضئيل وقد نهكته العلة : إن هؤلاء يبكون علينا ، فمن قتلنا غيرهم ؟ ! فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب إلى الناس بالسكوت ، فلم أر خَفِرة أنطق منها ، كأنما تُفرغ عن لسان أبيها ! فأومأت إلى الناس أن اسكتوا فسكنت الأنفاس ، وهدأت الأجراس فقالت :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم المرسلين . أما بعد يا أهل الخَتْل والخَذْل ، أتبكون فلا رقأت العَبْرة ولا هدأت الرنَّة ، إنما مثلكم كمثل نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ . . وإنْ فيكم إلا الصلف النطف ، وذل العبد الشنف ، وملق الإماء وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة ، أو كفضة على ملحودة ! ألا ساء ما تزرون .
ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ! أتبكون أخي ! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً ، فقد ذهبتم بعارها ، ومُنيتم بشنارها ، ولن ترحضوها أبداً !

70

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست