يتولى صدقاته ولده من فاطمة « عليها السلام » دون غيرهم من أولاده . فقال الحجاج : إذن أدخله معك ! فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه ، وذهب من فوره إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهراً لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى بن أم الحكم وهي بنت مروان وأبوه ثقفي ، فقال : له سأستأذن لك عليه وأرفدك عنده . وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعاً فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لمَ رجعتَ وقد خرجتَ آنفاً ؟ فقال : لأمر لم يسعني تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين . قال : وما هو ؟ قال هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب ، له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحداً منهم ضرٌّ ولا أذى . فأمر عبد الملك بإدخاله ودخل ، فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ، ثم قال : لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد ! فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق ! يردُ عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة . فغضب الحسن من هذا الكلام وقال له : بئس الرفد رفدت ، ليس كما زعمت ، ولكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع إلينا الشيب . فقال له عبد الملك : ما الذي جاء بك يا أبا محمد ؟ فذكر له حكاية عمه عمرو أن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده . فكتب عبد الملك إلى الحجاج كتاباً أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ، ولا يدخل معه من لم يدخله علي « عليه السلام » . وكتب في آخر الكتاب : إنا إذا مالت دواعي الهوى . . الأبيات . وختم الكتاب وسلمه إليه ، وأمر له بجائزة وصرفه مكرماً . فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى بن أم الحكم فقال له الحسن : بئس والله الرفد رفدت ، ما زدت على أن أغريته بي ! فقال له يحيى : والله ما