عدوتك نصيحة ، ولا يزال يهابك بعدها أبداً ! ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة ! وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين « عليه السلام » وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخد الرؤوس وجدوا به رمقاً ، فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري : دعوه لي فإن وهبه الأمير عبيد الله بن زياد لي وإلا رأى رأيه فيه . فتركوه له فحمله إلى الكوفة ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال : دعوا لأبي حسان بن أخته ، وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة . وكان عبد الرحمان بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه ، فلما قتل عبد الرحمان توارى الحسن حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذا ذلك خمس وثلاثون سنة ، وكان يشبه برسول الله « صلى الله عليه وآله » ) . وفي الإرشاد : 2 / 23 : ( أما الحسن بن الحسن فكان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين « عليه السلام » في وقته . . . إلى آخر ما تقدم من عمدة الطالب . ونحوه إعلام الورى : 1 / 416 ، والدر النظيم / 518 . ورواه العديد من مصادرهم كتاريخ دمشق : 13 / 65 ، وأنساب الأشراف / 752 ، وتهذيب الكمال : 6 / 92 ، وبغية الطلب : 5 / 2319 ، ونسب قريش / 29 ، لكن قالوا في أوله : وكان الحسن بن الحسن وصي أبيه وولي صدقة علي . وذكر بعضهم أنه نازع الإمام زين العابدين « عليه السلام » في ولاية الصدقات ! أقول : هذا من تحريفاتهم ، لأنهم رووا أن وصي الإمام الحسن هو أخوه الحسين « صلى الله عليه وآله » وأن أوقاف النبي « صلى الله عليه وآله » والعترة كانت بيد الحسين « عليه السلام » وأن الإمام زين العابدين كان وصيه « صلى الله عليه وآله » . ومن البعيد أن يكون صهره الحسن المثنى « رحمه الله » نازعه فيها ، فالمرجح أن الإمام « عليه السلام » خوَّله ولايتها ووجَّهَهَ كيف يتصرف . ( تم الكتاب والحمد لله رب العالمين ) < / لغة النص = عربي >