المالية ، ولعلها في أواخر حياته الشريفة في خلافة الوليد بن عبد الملك وأنه صادر منه الأوقاف أو أكثرها ، وأعطاها إلى الحسن المثنى أو غيره . فقد تقدمت من أمالي الصدوق / 537 ، قصة الذي جاء إلى الإمام « عليه السلام » وشكى فاقته وقال : ( إني أصبحت وعليَّ أربعمائة دينار دين لا قضاء عندي لها ، ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به . فبكى علي بن الحسين بكاءً شديداً فقلت له : ما يبكيك يا ابن رسول الله ؟ فقال : وهل يُعَدُّ البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار ؟ ! قالوا : كذلك يا بن رسول الله . قال : فأية محنة ومصيبة أعظم على حرمة مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ، ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها ) ! انتهى . فلم يكن عنده « عليه السلام » ما يسد حاجة ذلك المؤمن ! فأعطاه قرصيْه فاشترى سمكتين ، وكان في جوفهما درتان ، فاستغنى الرجل بثمنهما . كما ورد أن الإمام زين العابدين « عليه السلام » استقرض لنفقته أو لأعطياته ، من مال أيتام كانوا في حجره ، فقد سأل منصور بن حازم الإمام الصادق « عليه السلام » عن ( رجل وليَ مال يتيم أيستقرض منه ؟ فقال : إن علي بن الحسين « صلى الله عليه وآله » قد كان يستقرض من مال أيتام كانوا في حجره ، فلا بأس بذلك ) . ( الكافي : 5 / 131 ، والتهذيب : 6 / 341 ) . * * قال المفيد « رحمه الله » في الإرشاد : 2 / 149 : ( حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز ، قال : لما وليَ عبد الملك بن مروان الخلافة ، ردَّ إلى علي بن الحسين « عليه السلام » صدقات رسول الله « صلى الله عليه وآله » وعلي بن أبي طالب « عليه السلام » وكانتا مضمومتين . فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من نفسه ، فقال عبد الملك : أقول كما قال ابن أبي الحقيق : < شعر > إنا إذا مالتْ دواعي الهوى * وأنْصَتَ السامعُ للقائلِ < / شعر >