رأى مثل ذلك فسأل عنه أهله فقالت له امرأة من أهله : كان لأبيك عبد رومي يقال له بجنس استنبط له عيناً بذي خشب ، فسأل عن ذلك فأخبر به ، فما مضت بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى أرسل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى علي بن الحسين يقول له : إنه قد ذكرت لي عين لأبيك بذي خشب ، تعرف ببجنس ، فإذا أحببت بيعها ابتعتها منك ، قال علي بن الحسين : خذها بدين الحسين وذكره له ، قال : قد أخذتها ، فاستثنى منها سقي ليلة السبت لسكينة ) ! وفي كشف المحجة / 125 ، عن كتاب عبد الله بن بكير ، بإسناده عن أبي جعفر أن الحسين قتل وعليه دين ، وأن علي بن الحسين زين العابدين باع ضيعة له بثلاث مائة ألف ، ليقضي دين الحسين « عليه السلام » ، وعداتٍ كانت عليه ) . الإمام زين العابدين « عليه السلام » يتولى صدقات النبي وآله « صلى الله عليه وآله » ! كانت أوقاف أهل البيت « عليهم السلام » بيد الإمام الحسن ثم بيد الحسين « صلى الله عليه وآله » بلا منازع ، ثم بيد الإمام زين العابدين « عليه السلام » بلا منازع في أول أمره ، حتى حرَّكت عليه السلطة عمه عمر بن علي وطلب الحجاج من الإمام « عليه السلام » أن يشركه معه في ولايتها ، مع أن فاطمة « عليها السلام » أوصت بأوقاف النبي « صلى الله عليه وآله » إلى أمير المؤمنين « عليه السلام » وأوصى هو بها إلى الحسن ثم الحسين « عليهم السلام » ثم من يراه الحسين صالحاً ، وشرط أن تكون أوقافه لأبناء فاطمة « عليهم السلام » دون غيرها . ( العمدة / 85 ) . وقد روي أن السلطة كانت إلى جنب الحسن المثنى ابن عم الإمام زين العابدين « عليه السلام » وأنه تولى شيئاً من أوقاف ينبع ، وأن محمد بن الحنفية « رحمه الله » عم الإمام زين العابدين « عليه السلام » طالب أيضاً بالتولية بصفته ابن أمير المؤمنين « عليه السلام » . ورووا أن عبد الملك بن مروان حكم للإمام زين العابدين « عليه السلام » بولاية الأوقاف ، لكن توجد مؤشرات على أنها أخذت منه « عليه السلام » ، وعلى قلة إمكانيته