بل عملوا على عزلهم اجتماعياً ! ففي الكافي : 8 / 156 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : ( كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت وتكثر التعاهد لنا ، وإن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها : أين تذهبين يا عجوز الأنصار ؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم وأجدد بهم عهداً وأقضي حقهم ، فقال لها عمر : ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا ، إنما كان لهم حق على عهد رسول الله فأما اليوم فليس لهم حق ، فانصرفي ! فانصرفت حتى أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة : ماذا أبطأ بك عنا ؟ فقالت : إني لقيت عمر بن الخطاب وأخبرتها بما قالت لعمر ، وما قال لها عمر ، فقالت لها أم سلمة : كَذِبْ ، لا يزال حق آل محمد « صلى الله عليه وآله » واجباً على المسلمين إلى يوم القيامة ) . انتهى . أمام هذا الوضع كان لا بد لأهل البيت « عليهم السلام » أن يهتموا بتنمية مصادرهم المالية اللازمة لنفقاتهم وعملهم ، خاصة ضرورات المؤمنين الذين يُحرمون أو ينكبون بسبب ولائهم للعترة النبوية الطاهرة ! وقد تولى الإمام الحسن « عليه السلام » صدقات أبيه وأمه وما بقي من صدقات جده « صلى الله عليه وآله » ، كما تضمن الصلح واردات لم يعطها معاوية . ولا بد أن الإمام الحسن « عليه السلام » نمى موارده ، لكن لا يحضرني نص يدل على ذلك . ثم تولاها بعده الإمام الحسين « عليه السلام » ، ويدل النص التالي على أنه كان ينميها ويستنبط عيوناً جديدة وينشئ عليها بساتين ، ففي مناقب آل أبي طالب : 3 / 285 : ( أصيب الحسين وعليه دين بضعة وسبعون ألف دينار ، فاهتم علي بن الحسين بديْن أبيه حتى امتنع من الطعام والشراب والنوم في أكثر أيامه ولياليه ! فأتاه آت في المنام فقال : لا تهتم بدين أبيك فقد قضاه الله عنه بمال بَجْنُس ، فقال علي : والله ما أعرف في أموال أبي مال يقال له بجنس ، فلما كان من الليلة الثانية