يَنْبُع بلد علي وأهل البيت « عليهم السلام » فقد أسسها وسماها وأعمرها أمير المؤمنين « عليه السلام » وكان يتردد إليها كثيراً ، وعندما حاصر المسلمون عثمان وكانوا يهتفون باسم علي « عليه السلام » مطالبين بعزل عثمان ومبايعته مكانه ! أرسل إليه عثمان أن يذهب إلى بساتينه في ينبع ويغيب عن المدينة حتى لا يهتف الناس باسمه ! فذهب ، ثم أرسل إليه أن يأتي لمساعدته فأتى ، ثم أرسل إليه ابن عباس طالباً منه أن يذهب ثانية : ( إلى ماله بينبع ليقلَّ هَتْفُ الناس باسمه للخلافة ، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل ، فقال « عليه السلام » : يا ابن عباس ما يريد عثمان إلا أن يجعلني جملاً ناضحاً بالغرب أقبل وأدبر ! بعث إليَّ أن أخرج ، ثم بعث إلي أن أقدم ، ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج ! والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً ) ! ( نهج البلاغة : 2 / 233 ) . ولكنه « عليه السلام » استجاب أخيراً وذهب إلى ينبع ، ولما ضاق الأمر على عثمان أرسل إليه أن يحضر لمساعدته ، وعندما توجه إلى المدينة جاءه خبر مقتل عثمان . ثم كانت ينبع بيد الحسن والحسين « صلى الله عليه وآله » ثم بيد الأئمة من أولادهم « عليهم السلام » ، وبيد غير الأئمة من ذريتهم . وكثرت ذرية علي وفاطمة « صلى الله عليه وآله » في ينبع فكانوا فيها قبائل حسنية وحسينية ، وفيهم العلماء والحكام ، ولهم فيها تاريخ طويل في عصور الإسلام المختلفة ، وما زالت فيها منهم بقية ، بعد أن زال حكمهم ، واضطر أكثرهم إلى مغادرتها بعد سيطرة الوهابيين . وينبُع اليوم من أهم موانئ الحجاز .