فسماها يَنْبُع ، فجاء البشير يبشر فقال « عليه السلام » : بشِّر الوارث ، هي صدقة بَتَّةٌ بَتْلاً ، في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله ، لا تباع ولا توهب ولا تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) . ودعائم الإسلام : 2 / 341 . وفي مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان : 2 / 81 : ( كان أبو نيزر من أبناء بعض ملوك الأعاجم فرغب في الإسلام فأتى رسول الله « صلى الله عليه وآله » وكان معه ، فلما توفي رسول الله « صلى الله عليه وآله » صار مع فاطمة وولدها رحمة الله عليهم . قال أبو نيزر : جاءني علي بن أبي طالب وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال : هل عندك من طعام ؟ فقلت : عندنا طعام لا أرضاه لك ، قّرْعٌ من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة ( بسمْن غير جيد - لسان العرب : 3 / 27 ) فقال : عليَّ به ، فقام إلى الربيع وهو الجدول ، فغسل يده فأصاب من ذلك شيئاً ، ثم رجع إلى الربيع فغسل يده بالرمل حتى أنقاها ثم ضم يديه كل واحدة إلى أختها ثم شرب بها حساً من الربيع ، ثم قال : يا أبا نيزر إن الأكف أنظف الآنية ثم مسح من ذلك الماء على بطنه ثم قال : من أدخله بطنه النار فأبعده الله ، ثم أخذ المعول وانحدر إلى العين فأقبل يضرب فيها وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تفضخت جبهته عرقاً فاستشف العرق من جبينه ، ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهينم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعاً فقال : أشهد الله أنها صدقة ، عليَّ بدواة وصحيفة ! قال أبو نيزر : فعجلت بها إليه فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليقي الله وجهي حر النار يوم القيامة ، ولا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين ، إلا أن يحتاج الحسن أو الحسين فهما طلق