لبني هاشم وتتبيعهم للدولة ! لقد حرم الله الصدقة على أهل البيت ، وخصص لهم جزءاً ثابتاً من موارد الدولة وهو خمس الخمس ، ليضمن لهم الاستقلال الاقتصادي وعدم التبعية الاقتصادية لأحد لأنهم قيادة الأمة ، وفرض هذا الحق في آية محكمة ، ولما آلت الأمور إلى بطون قريش ألغوا هذا الحق تماماً ، وصار أهل البيت يسألون الحاكم عطاءه كما يسأله عامة الناس ، ولم تكتف البطون بذلك إنما أوجدت قاعدة ( الأنبياء لا يُوَرِّثُون ) فحرموا أهل البيت من تركة النبي ، حتى أن العطاءات والمنح التي أعطاها النبي للمسلمين أو أقطعها لغير أهل البيت بقيت على حالها ، أما المنح والعطاءات التي أعطاها النبي لأهل البيت فقد صادرتها البطون ! وقصة الزهراء وفدك خير دليل على ذلك . وهكذا تحطم الهاشميون من الناحية الاقتصادية ، وتُركوا عالة على الدولة ورُهناء من الناحية الاقتصادية بمشيئة الحاكم ، إن شاء وصلهم وإن شاء قطعهم ) . انتهى . وفي هذا الموضوع بحوث متعددة مفصلة ، لا يتسع لها المجال . النبي « صلى الله عليه وآله » يوجه أهل البيت « عليهم السلام » إلى تكوين مالية خاصة ! كان تشريع الخمس للنبي « صلى الله عليه وآله » وأهل بيته « عليهم السلام » في السنة الثانية من الهجرة ، لكن قبل ذلك بشهور توجه النبي « صلى الله عليه وآله » في غزوة ذي العشيرة ، وكان حامل لوائه علي « عليه السلام » ، وأقام في غزوته شهراً ، وأخبر علياً « عليه السلام » عن مستقبل عترته ، وأن الأمة ستغدر به ، وعن شهادته بضربة على رأسه ! وأعطاه سهمه من الغنائم أرضاً بوراً ، لكنها غنية بمياهها الجوفية وخصوبة تربتها ، وموقعها الجغرافي ، فاستنبط علي « عليه السلام » فيها عيوناً وأنشأ عليها بساتين نخل وزروع ، وسماها ( يَنْبُع ) ! فقد روى النسائي وغيره إن النبي « صلى الله عليه وآله » قال لعلي وقد رآه نائماً على التراب ( قم يا أبا تراب ) ! وأخبره عن مستقبله ! قال في الخصائص / 129 : ( عن عمار بن