( إن أناساً من بني هاشم أتوا رسول الله « صلى الله عليه وآله » فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا : يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها فنحن أولى به ، فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم ، ولكني قد وعدت الشفاعة . . . فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة باب الجنة ، أتروني مؤثراً عليكم غيركم ) . انتهى . كما نصت أحاديثنا على أن النبي « صلى الله عليه وآله » حدد أهل بيته في آية التطهير وغيرها بعلي وفاطمة والحسنين « عليهم السلام » وتسعة من ذريته وأخرج منها نساءه . من ذلك ما رواه في كفاية الأثر / 89 : ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي . فقلنا يا رسول الله صلى الله عليك ، ومن آلك من أهل بيتك ؟ قال : أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي ، هم الأئمة بعدي ، عدد نقباء بني إسرائيل ) . تشديد النبي « صلى الله عليه وآله » على تحريم الصدقات على أهل بيته « عليهم السلام » ! رووا أن النبي « صلى الله عليه وآله » كان يتحفظ أن يأكل أي شئ من مال الصدقة كما يتحفظ من النجس ! قال ابن قدامة في المغني : 2 / 522 : ( قال أبو هريرة : كان النبي ( ص ) إذا أتيَ بطعام سأل عنه فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل ، وإن قيل له هدية ، ضرب بيده فأكل معهم . أخرجه البخاري . . . وقال « عليه السلام » : إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي في بيتي فأرفعها لآكلها ، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها ! رواه مسلم ، وقال : إنا لا تحل لنا الصدقة ، ولأن النبي ( ص ) كان أشرف الخلق ، وكان له من المغانم خمس الخمس والصُّفَى ، فحُرِمَ نوعيْ الصدقة فرضها ونفلها ) . انتهى . وتقدم من شرح النووي . وترى ما يؤكد ذلك في العناصر المشتركة في كلامه « صلى الله عليه وآله » الذي تقدم عند