قد ملَّكَها لنبيه وآله « صلى الله عليه وآله » ، ففي الكافي : 1 / 407 ، و : 5 / 279 ، بسند صحيح عن الإمام الباقر « عليه السلام » قال : ( وجدنا في كتاب علي « عليه السلام » ( أي الذي أملاه عليه النبي « صلى الله عليه وآله » ) : إِنَّ الأرض للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتقون ، والأرض كلها لنا ، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها ، فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها ، فهو أحق بها من الذي تركها ، يؤدي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها ، حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول الله « صلى الله عليه وآله » ومنعها . إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم ) . وفي رواية أخرى : 8 / 408 : ( الدنيا وما فيها لله تبارك وتعالى ، ولرسوله « صلى الله عليه وآله » ، ولنا ، فمن غلب على شئ منها فليتق الله وليؤد حق الله تبارك وتعالى ، وليبرَّ إخوانه ، فإن لم يفعل ذلك ، فالله ورسوله « صلى الله عليه وآله » ونحن برآء منه ) . انتهى . أقول : ملكية النبي « صلى الله عليه وآله » وعترته الطاهرين « عليهم السلام » للأرض ، لا تنفي الملكية الشرعية للناس ، فلا مانع أن تتعدد الملكية بنحو طولي أو بنحو حقوقي آخر ، ومن ذلك ما ورد من أن خمس الأرض ملك للزهراء « عليها السلام » ، ففي روضة الواعظين / 146 : ( روي أنه جهز رسول الله « صلى الله عليه وآله » فاطمة « عليها السلام » في حّبْل وقُرْبة ووسادة حشوها إذْخر ! وقيل لرسول الله « صلى الله عليه وآله » : قد علمنا مهر فاطمة في الأرض فما مهرها في السماء فقال : سل ما يعنيك ودع مالا يعنيك ! قيل : هذا مما يعنينا يا رسول الله . قال : كان مهرها في السماء خُمْسُ الأرض ، فمن مشى عليها مبغضاً لها أو لولدها مشى عليها حراماً ، إلى أن تقوم الساعة . . .