يَحيرُ فيه عن الصواب ، فهو معصومٌ مؤيد موفق مسدد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه ، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه ! تعدَّوْا وبَيْتِ الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ) . انتهى . وينبغي لكل باحث في السيرة النبوية والتاريخ ، أن يضع نصب عينيه هذا الأساس العميق في صراع قبائل قريش المتحالفة ضد بني هاشم ، وينتبه إليها في دراسته لسيرة النبي « صلى الله عليه وآله » وكل أحداث دعوته وصراعه مع الحزب القرشي ، ثم في هزيمة الحزب القرشي في فتح مكة واضطراره لخلع سلاحه ، ومواصلته العمل ضد النبي « صلى الله عليه وآله » حتى تمكن من إقصاء عترته والاستيلاء على خلافة النبي « صلى الله عليه وآله » ودولته التي أسسها رغماً عنهم ! والسبب الثاني هو الطمع ، فإن الإمام زين العابدين « عليه السلام » مثلاً ، كان بيده صدقات جده « صلى الله عليه وآله » ، أي أوقافه التي وقفها لذريته الطاهرة « عليهم السلام » ، وصدقات فاطمة وعلي والحسين « عليهم السلام » ، وهي بساتين عديدة ذات واردات مهمة ، كان الإمام « عليه السلام » ينفق حاصلها حسب وقفيتها الشرعية ، وله الحق أن يصرف منها على نفسه ، وطبيعي أن يطمع فيها طامعون من أقارب الإمام « عليه السلام » . ونلقي هنا أضواءً على مالية النبي « صلى الله عليه وآله » والأئمة « عليهم السلام » ، الواردات والنفقات ، وهو موضوع كبير مهم ، فإن مالية كل واحد منهم « عليهم السلام » يستحق دراسة مستقلة . الأرض كلها للنبي وأهل بيته « صلى الله عليه وآله » الأصل الحقوقي لملكية النبي وآله « صلى الله عليه وآله » للأرض ، أن خالقها ومالكها الله تعالى