حاجة إلى مقارنتها بما رووه وشهدوا به في حق أئمة أهل البيت « عليهم السلام » والإمام زين العابدين « عليهم السلام » وصفاتهم السامية في الفكر والشعور والسلوك . لكن الحزب القرشي منذ قرر أن يستبدل عترة النبي « صلى الله عليه وآله » الذين اختارهم الله وطهرهم وأورثهم الكتاب ، بآخرين ليس لهم مواصفاتهم ، وجد نفسه مضطراً إلى أن يَغُضَّ النظر عن عيوب خلقائه ، وأن يُلَمَّعَهم ويُعطيهم حسنات غيرهم ! ولا يتحقق ذلك إلا بتطبيق سياسة مشددة ، صارت ثوابت في كل أنظمة الخلافة : فمن أصولها : ضرورة التغطية على كل عيوب الخلفاء بنفيها أو تبريرها ! ومن أصولها : ضرورة نشر مناقبهم ومحاسنهم ، وتشجيع الرواة والناس على روايتها وحتى على وضع الأحاديث والآثار عن النبي « صلى الله عليه وآله » والصحابة فيها . ومن أصولها : ضرورة محاربة كل نقد للخلفاء ، وردع المنتقدين بالإنكار عليهم وتوبيخهم وعقوبتهم ، والحكم عليهم بالكفر والخروج عن الدين ! وفي كل واحد من هذه الأصول مفردات عديدة ، دخلت في نسيج عمل الحكومات وسياساتها ، وفي ثقافة المذاهب ومصادرها وفقهها ، وفي حياة الناس وعاداتهم وولائهم ! وقد تعرضنا في كتاب ( كيف رد الشيعة غزو المغول ) إلى الأصل الثالث وهو سياسة الخلافة القرشية في إجبار المسلمين على ولاية أبي بكر وعمر . وبهذه السياسة صار القَتَلة الخَمَّارون خلفاء للنبي « صلى الله عليه وآله » ! عدَّد الخلفاء إلى عصره ابن أبي شيبة في مصنفه الحديثي : 8 / 51 ، فقال : ( وليَ معاوية عشرين إلا شيئاً ، ومات سنة ستين من المهاجر . ووليَ يزيد بن معاوية ثلاث سنين ونصف . وكانت فتنة ابن الزبير سبع سنين . ووليَ مروان بن الحكم نحواً من تسعة أشهر أو عشرة ، ووليَ عبد الملك بن مروان أربع