للباحث الحر أن يعرف موازين هؤلاء ومعاييرهم في تصحيح الحديث وتوثيق الراوي ، وكيف يتعاملون مع علي وأهل البيت « عليهم السلام » ) . 11 - وكان يتهم عائشة ويطعن فيها ! فقد روى الذهبي في سيره : 4 / 9 ، وتاريخه : 5 / 294 : ( عن الزهري قال : كنت عند الوليد بن عبد الملك فكان يتناول عائشة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة قال : من هو ؟ قلت : أبو مسلم الخولاني سمع أهل الشام ينالون من عائشة فقال : ألا أخبركم بمثلي ومثل أمكم هذه ، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما ، فسكت ) . وتاريخ دمشق : 27 / 204 . وهذا يدل على أن أهل الشام كانوا يسبون عائشة ، لأنها وأخاها عبد الرحمن اصطدما بمعاوية ورفضا البيعة ليزيد . وزاد الوليد عليهم بأنه كان يتهم علياً « عليه السلام » بأنه اتهم عائشة بالفاحشة معاذ الله فلا يبعد أن يكون الوليد هو الذي يتهمها بالفاحشة وأراد أن يتهم بذلك علياً « عليه السلام » ليتخذ ذلك حجة عند خاصته ، وطعناً على علي « عليه السلام » عند العامة ! قال بخاري في صحيحه : 5 / 60 : ( عن الزهري قال : قال لي الوليد بن عبد الملك : أبَلَغَكَ أن علياً كان فيمن قذف عائشة ؟ قلت : لا ، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، أن عائشة قالت لهما : كان علي مسلماً في شأنها ) . انتهى . وفي فتح الباري : 7 / 336 : ( عن الزهري كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلى هذه الآية : وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فقال : نزلت في علي بن أبي طالب ! قال الزهري : أصلح الله الأمير ليس الأمر كذلك ، أخبرني عروة عن عائشة ، قال :