يتلاعب بها غلمان بني أمية ، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت ! أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك ) . انتهى . والصحيح أن عبد الله بن الزبير حاول أن يقنع أمه لتأمره بالإستسلام فتكون له حجة في إعلان هزيمته ! قال في مروج الذهب / 759 : ( قالت له أمه أسماء : أي بني ، لا تقبل خطة تخاف على نفسك منها مخافة القتل ، مت كريماً وإياك أن تؤسر أو تعطي بيديك ، فقال : يا أمَّهْ إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل ! فقالت : يا بني وهل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح ) ! وتدل رواية صفة الصفوة : 1 / 770 ، وغيره على أن أخاه عروة فرَّ أيضاً قال : ( أتيت عبد الله بن الزبير حين دنا الحجاج منه فقلت له : قد لحق فلان بالحجاج ولحق فلان بالحجاج ) . وما قال ذلك إلا ليقول له : وأنت إلحق بهم فلحق بهم ! وقد بالغوا أيضاً في وصف استبساله ونسبوا إليه بطولات وشعر حماسة ، بينما روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 2 / 203 : ( قال فجعل الحجاج يناديه : قد كان لك رجال ولكنك ضيعتهم ! قال : فجاءه حجر من حجارة المنجنيق ( آجرة من جماعته من السطح ) وهو يمشي فأصاب قفاه فسقط فما درى أهل الشام أنه هو حتى سمعوا جارية تبكي وتقول : وا أمير المؤمنين فاحتزوا رأسه ) . وفي تاريخ اليعقوبي : 2 / 267 : ( وكان قتله في سنة 73 وله إحدى وسبعون سنة وصُلب بالتنعيم فأقام ثلاثة وقيل سبعة أيام ، ثم جاءت أمه أسماء بنت أبي بكر وهي عجوز عمياء حتى وقفت على الحجاج فقالت : أما آن لهذا الراكب أن ينزل بعد . . . ؟ فقال : من هذه ؟ فقيل : أم ابن الزبير فأمر به فأنزل . وروى بعضهم أن الحجاج خطبها فقالت : وهل تُخطب عمياء بنت المائة ؟ فقال : ما أردت إلا