بكر وهي يومئذ بنت مائة سنة ، لم يسقط لها سن ولم يفسد لها بصر ولا سمع ، فقالت لابنها : يا عبد الله ما فعلت في حربك ؟ قال : بلغوا مكان كذا وكذا وضحك ابن الزبير وقال : إن في الموت لراحة ! فقالت : يا بني لعلك تمنيته ! ما أحب أن أموت حتى يأتي عليَّ أحد طرفيك : إما أن تظفر فتقر بذلك عيني ، وإما ان تقتل فأحتسبك . . . وخرج عنها ودخل المسجد . . . قال فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم ومعه سبعون فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال له الأسود : آه يا ابن الزانية . . . فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال : من هؤلاء ؟ فقيل أهل الأردن فحمل عليهم . . . فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم فحمل عليهم . . وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمى عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فأصابته آجرة في مفرقه . . . ومجمع الزوائد : 7 / 254 ، وتاريخ دمشق : 28 / 231 ، وصفة الصفوة : 1 / 769 ، وغيرها . . وقد بالغوا كثيراً وكذبوا في مدح ابن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر ، وكذلك في مدح عبد الملك قاتل ابن الزبير ! وتستطيع أن تفهم الحقيقة من ثنايا رواياتهم ، فقد انهار ابن الزبير خاصة بعد أن استسلم إخوته وأولاده ! وأراد أن يأخذ موافقة أمه على الاستسلام ، ففي شرح النهج : 3 / 281 وغيره : ( وحصر في الحرم عامة أصحابه وخرج كثير منهم إلى الحجاج في الأمان حتى حمزة وخبيب ابناه ، فدخل عبد الله على أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وكانت قد كف بصرها وهي عجوز كبيرة فقال لها : خذلني الناس حتى ولدى وأهلي ، ولم يبق معي إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من ساعة ، والقوم يعطونني من الدنيا ما سألت فما رأيك ؟ فقالت : أنت يا بنيَّ أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامض له ، فقد قتل أكثر أصحابك فلا تمكن من رقبتك