مسالفة رسول الله ) . انتهى . أي أراد الحجاج أن يكون عديل النبي « صلى الله عليه وآله » ! والتقييم الصحيح لابن الزبير أنه خارجي ناصبي ، أراح الله المسلمين منه ، واستبدله بطغاة أقل منه شراً . وقد قيَّمه عبد الله بن عمر عندما مر عليه وهو مصلوب فقال : ( يرحمك الله أبا خبيب ، لولا ثلاث كن فيك لقلت أنت أنت : إلحادك في الحرم ، ومسارعتك إلى الفتنة ، وبُخْلٌ بكفك ، وما زلتُ أتخوف عليك هذا المركب وما صرتَ إليه مذ كنت أراك ترمق بَغْلات شُهُباً كنَّ لابن حرب ( معاوية ) فيعجبنك ، إلا أنه كان أسوس لدنياه منك ) . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 267 ) . يقصد ابن عمر أن ابن الزبير أعجبه موكب معاوية إلى الحج على بغلات شُهب ! فقد ( روى أبو الفرج قال : كانت صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب فمشى ابن الزبير إليها ، فذكر لها إن خروجه كان غضباً لله عز وجل ولرسوله ( ص ) وللمهاجرين والأنصار من إثْرة معاوية وابنه بالفئ ، وسألها مسألةَ زوجها عبد الله بن عمر أن يبايعه ، فلما قدَّمت له عشاءه ذكرت له أمر ابن الزبير وعبادته واجتهاده وأثنت عليه وقالت : إنه ليدعو إلى طاعة الله عز وجل ، وأكثرت القول في ذلك فقال لها : ويحك ! أما رأيت البغلات الشُّهْب التي كان يحج معاوية عليها وتَقْدِمُ إلينا من الشام ؟ قالت : بلى قال : والله ما يريد ابن الزبير بعبادته غيرهن ) ! ( شرح النهج : 20 / 149 ) . وقد حرفوا قول ابن عمر فرواه الحاكم : 3 / 552 : ( فإذا ابن عمر ينظر إلى ابن الزبير مصلوباً فقال : يغفر الله لك ثلاثاً ، والله ما علمتك إلا كنت صواماً قواماً وصولاً للرحم ! أما والله إني لأرجو مع مساوئ ما أصبت ألا يعذبك الله بعدها أبداً ) . * *