الأمر واشتد القتال وتخاذلت الرجال ، وضاق الحال ، وكثر النزال . قال المدائني : أرسل عبد الملك أخاه إلى مصعب يعطيه الأمان فأبى ، وقال : إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالباً أو مغلوباً . قالوا : فنادى محمد بن مروان عيسى بن مصعب فقال : يا بن أخي لا تقتل نفسك لك الأمان ، فقال له مصعب : قد أمنك عمك فامض إليه ، فقال : لا يتحدث نساء قريش أني أسلمتك للقتل ، فقال له : يا بني فاركب خيل السبق فالحق بعمك فأخبره بما صنع أهل العراق ، فإني مقتول ههنا ! فقال : والله إني لا أخبر عنك أحداً أبداً ولا أخبر نساء قريش بمصرعك ولا أقتل إلا معك ، ولكن إن شئت ركبت خيلك وسرنا إلى البصرة فإنهم على الجماعة ، فقال : والله لا يتحدث قريش بأني فررت من القتال فقال لابنه : تقدم بين يدي حتى أحتسبك ، فتقدم ابنه فقاتل حتى قتل وأثخن مصعب بالرمي فنظر إليه زائدة بن قدامة وهو كذلك فحمل عليه فطعنه وهو يقول : يا لثارات المختار ! ونزل إليه رجل يقال له عبيد الله بن زياد بن ظبيان التميمي فقتله وحز رأسه وأتى به عبد الملك بن مروان ، فسجد عبد الملك ) ! وقال البلاذري في أنساب الأشراف / 1695 ، أن عبد الملك دعا يومئذ : ( اللهم انصر خيرنا لهذه الأمة . . . ووجه المصعب إلى إبراهيم بن الأشتر عتاب ورقاء الرياحي وكان قد بايع عبد الملك ووعده أن يكيد له المصعب ، فلما رآه إبراهيم غمه أمره وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد سألته أن لا يمدني بهذا ونظرائه ، وانهزم عتاب على مواطأة منه لأهل الشام فوقعت الهزيمة وقتل ابن الأشتر وهو يقول : قد قلت : أعفني من عتاب وذوي عتاب . . . ! وانهزم الناس حتى أتوا مصعباً وصبر إبراهيم بن الأشتر حتى قتل . . . فدنا محمد من المصعب وناداه : أنا ابن