أخاف أن تسفك دماء مذحج في غير شئ لأن القوم كثير ، قال : فالتفت مصعب بن الزبير إلى محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ، فقال له : أبا عبد الرحمن لو قدمت رأيتك قليلاً نحو أهل الشام ! قال : ما رأيت أحداً فعل ذلك فأفعله أنا ! قال : فعندها قال مصعب بن الزبير : وإبراهيماه ! ولا إبراهيم لي اليوم ! رضي الله عنك يا إبراهيم ، يا ابن الأشتر ) . وفي الطبري : 5 / 7 : ( قال مصعب : رحم الله أبا بحر يعني الأحنف إن كان ليحذرني غدر أهل العراق ، وكأنه كان ينظر إلى ما نحن فيه الآن ) ! والنهاية : 8 / 346 . وكان الأحنف رئيس تميم معه ، وتوفي في الكوفة . ( كامل ابن الأثير : 4 / 324 ) أقول : كانت هذه المعركة بعد نحو أربع سنوات من سيطرة مصعب على العراق ، وبعد معارك له مع صديقه الحميم ونديمه عبد الملك بن مروان ! قال ابن تغري في النجوم الزاهرة : 1 / 183 : ( وتجهز ( مصعب ) وخرج يريد الشام لقتال عبد الملك بن مروان وخرج عبد الملك أيضاً من الشام يريد مصعب بن الزبير فسار كل منهما إلى آخر ولايته ، وهجم عليهما الشتاء فرجع كل منهما إلى ولايته . قال خليفة : وكانا يفعلان ذلك في كل سنة حتى قتل مصعب ) . انتهى . وفي شرح النهج : 3 / 295 : ( وكان قد كسر جيوش عبد الملك مراراً وأعياه أمره ، فخرج إليه من الشام بنفسه ، فليم في ذلك وقيل له : إنك تغرر بنفسك وخلافتك ! فقال : إنه لا يقوم لحرب مصعب غيري ) ! وفي النهاية : 8 / 347 : ( وكان عَتَّاب بن ورقاء على خيل مصعب ، فهرب أيضاً ولجأ إلى عبد الملك بن مروان ، وجعل مصعب بن الزبير وهو واقف في القلب يُنهض أصحاب الرايات ويحث الشجعان والأبطال أن يتقدموا إلى أمام القوم ، فلا يتحرك أحد ! فجعل يقول : يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم ، وتفاقم