معركة عبد الملك مع مصعب وابن الأشتر كان واضحاً للناس أن انضمام إبراهيم بن الأشتر إلى صفِّ مصعب ، عاملٌ مهمٌّ جداً في ميزان القوة ، وكان مصعب على شجاعته يعرف ذلك ، ولا شك أن إبراهيم كان أشجع منه ، وكذلك أقوى منه في الإدارة ، فقد جاءه إبراهيم قبل المعركة وأراه رسالة من عبد الملك يطلب منه أن يخون بمصعب في المعركة ويعطيه ولاية العراق طول عمره ! وسأله : هل جاء أحد من قادة الجيش لك بمثل هذه الرسالة ؟ فقال : لا ، قال له : إن عبد الملك لم يرسل لي حتى أرسل لقادتك كلهم ، ولم يخبروك لأنهم قبلوا الخيانة ! ورأيي أن تقتلهم أو تحبسهم ، فأبى مصعب ! فقال له إبراهيم : سترى أنهم سيخونون ولا يقاتلون ! فأبى مصعب . . فوقع ما قاله إبراهيم ! قال ابن الأعثم في الفتوح : 6 / 333 ، وابن كثير في النهاية : 8 / 347 ، واللفظ للأول : ( وعبأ مصعب بن الزبير أصحابه ، فكان على ميمنته حمزة بن يزيد العتكي ، وعلى ميسرته عبد الله بن أوس الجعفي ، وفي القلب إبراهيم بن الأشتر . ودنا القوم بعضهم من بعض فتراموا بالسهام ساعة ثم اختلطوا واشتبك الحرب بينهم فجعل إبراهيم بن الأشتر يقاتل بين يدي مصعب بن الزبير قتالاً لم يسمع الناس بمثله ، حتى قتل من أهل الشام جماعة . قال : وأحدق به الخيل من كل جانب فطعنوه حتى صرعوه عن فرسه ، ثم اجتمعت عليه السيوف فوقعت به نيف وثلاثون ضربة . . . فلما قتل إبراهيم بن الأشتر تضعضع ركن مصعب بن الزبير ، فالتفت إلى قطن بن عبد الله الحارثي فقال له : أبا عثمان قدم خيلك يرحمك الله ! فقال : ما أرى ذلك صواباً ! قال مصعب بن الزبير : ولم ذلك ؟ فقال : إني