النبي « صلى الله عليه وآله » في الصلاة كلياً ، لئلا يشمخ أهل بيته « عليهم السلام » ويفتخرون به ! أمام هذه الظروف الضاغطة المعقدة ، ومعها ضغوط أهل الكوفة على الإمام « عليه السلام » ليؤيد حركة المختار ، وبسبب أن الإمام « عليه السلام » يريد أن يزور قبر أبيه الحسين وقبر جده أمير المؤمنين « صلى الله عليه وآله » بحريته دون أن يعرفه الناس ، فقد ابتكر أن يسكن في بادية العراق من جهة المدينة ، فاتخذ فيها بيت شعر ! وكان « عليه السلام » يبتعد عن المدينة أو يتواجد فيها حسب الظرف ! وقد ثبت أنه « عليه السلام » زار كربلاء والنجف والكوفة أكثر من مرة ، ورآه في بعضها أبو حمزة الثمالي « رحمه الله » في مسجد الكوفة ، وروى ولده الباقر « صلى الله عليه وآله » أنه زار مع أبيه وحدهما قبر أمير المؤمنين « عليه السلام » ، وعلَّم الشيعة نص زيارة أبيه له ودعاءه عنده ، وهي الزيارة المعروفة باسم ( زيارة أمين الله ) لأن أولها ( السلام عليك يا أمين الله في أرضه ) . وقد روتها مصادرنا ككامل الزيارات / 92 ، ومصباح المتهجد / 738 ، والغارات : 2 / 847 ، ورواها السيد ابن طاووس « رحمه الله » بعدة أسانيد في فرحة الغري / 72 ، والإقبال : 2 / 273 و 275 . قال الإمام الباقر « عليه السلام » : ( كان أبي علي بن الحسين قد اتخذ منزله من بعد قتل أبيه الحسين بن علي « صلى الله عليه وآله » بيتاً من الشعر وأقام بالبادية ، فلبث بها عدة سنين كراهية الناس وملابستهم . وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق ، زائراً لأبيه وجده « صلى الله عليه وآله » ، ولا يُشْعر بذلك من فعْله ، فخرج متوجهاً إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين « عليه السلام » وأنا معه وليس معنا ذو روح إلا الناقتين ، فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة وصار إلى مكان منه ، فبكى حتى اخضلَّتْ لحيته من دموعه ثم قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده ، أشهد أنك جاهدت يا أمير المؤمنين في الله حق