الرأي ؟ فقائل يقول عبد الملك ، وقائل يقول ابن الزبير ! فقال لهم : ورأيي اتِّباع أهل الشام وكيف لي بذلك وليس قبيلة تسكن الشام إلا وقد وترتها ، ولست بتارك عشيرتي وأهل مصري ! فأقبل إلى مصعب ) . وفي النهاية : 8 / 322 : ( فأكرمه وعظمه واحترمه كثيراً ) . وفي فتوح ابن الأعثم : 6 / 294 : ( قرَّبه وأدناه وأجلسه معه على سريره ، ثم خلع عليه وأمر له بجائزة سنية وصرفه إلى منزله ، ثم كتب إلى أخيه عبد الله فأخبره بأمر ابن الأشتر وأنه قد دخل إلى الكوفة ، فَسُرَّ عبد الله بن الزبير بذلك سروراً شديداً . . . واستوت العراق والجزيرة والحجاز واليمن وأرمينية وآذربيجان لآل الزبير ، والشام ومصر إلى آخر المغرب في يد عبد الملك بن مروان ) . انتهى . أقول : كان دخول إبراهيم « رحمه الله » إلى الكوفة بعد مجزرة مصعب في أهلها الشيعة وقتله صبراً سبعة آلاف من فرسانهم ورؤسائهم ! وبعد قتله ألوفاً آخرين في جبهات القتال خارج الكوفة وعلى أبوابها ، فكان حضور إبراهيم في الكوفة نوعاً من التضميد لجراحها ، وإيقافاً لبطش قتلة الحسين « عليه السلام » الذين نشطوا في الكوفة قتلاً في الشيعة واضطهاداً ، ثأراً لمن قتلوه منهم بثار الحسين « عليه السلام » . وقد عاش إبراهيم « رحمه الله » بعدها بضع سنوات ، لأن مقتل المختار كان في 14 رمضان سنة 67 أو 68 ، ومقتل إبراهيم سنة 72 ، ولا بد أنه كان على صلة بالإمام زين العابدين « عليه السلام » وبمحمد بن الحنفية « رحمه الله » لكن أخباره غير مدونة لأن عبد الملك انتصر عليه وعلى مصعب وقتلهما ، وسيطر على العراق ثم الحجاز ، ودَوَّنَ رواةُ بني أمية تاريخ هذه الفترة وغيرها ، وطمسوا ما استطاعوا من حقائقها ! وذكرت المصادر ما يدل على أن العلاقة كانت توطدت بين إبراهيم ومصعب في مواجهة بني أمية ، ونقل عنه الطبري أن كان يتأسف ويحدث